

عند البدء كمترجم مستقل من الضروري العثور على أفضل الطرق وأكثرها فعالية لتسويق نفسك بنجاح لدى عملائك المحتملين. وهذا لا يعتمد ببساطة فقط على عملك الجاد لتسجيل اسمك كمترجم ومن ثم التوقّف عند هذا الحد. وتذكّر أن هدفك هو التميّز وسط عددٍ كبيرٍ من المترجمين المؤهلين مثلك تماماً.
لماذا يجب أن يختارك العميل أنت دون سواك؟ ما الذي لا يمكن لأحدٍ سواك تقديمه؟ ما هي تخصّصاتك، وكيف سيحقّق التعامل معك الفائدة للعميل أو لشركة الترجمة؟ هذه بضعة أسئلة تحتاج الإجابة عنها من قبلنا لنحقق التميّز بجدارة.
سواء كنت مترجماً محترفاً عمل في هذا القطّاع لأكثر من 20 عاماً، أو مجرد مبتدئٍ في هذه المهنة كمترجم مستقل، سوف تكون قادراً دوماً على العثور على عميلٍ جديدٍ يمكنك ربما التعامل معه. وبعد أن عملتُ كمترجم لأكثر من 5 سنوات لحساب شركتي ترجمة، سأشارككم بعض النصائح الهامة:
اصنع لنفسك علامةً تجاريةً كمترجم مستقل مميّزة عبر موقعك الإلكتروني
يمكن اعتباري “مترجم حديث العهد إلى حدٍّ ما”، بعد أن انضممت إلى قطّاع الترجمة في عصرٍ يتم فيه تشغيل كل شيء بواسطة الإنترنت. لحسن الحظ، وفَّر لي هذا الأمر انطلاقةً أكثر سهولة بالمقارنة مع زملائي المترجمين الذين اضطّروا إلى تسويق خدماتهم قبل وجود شبكة الإنترنت العالمية. لقد شكّل الإنترنت أداةً فعالةً بامتيازٍ في مساعدتي على وضع علامة تجارية لنفسي عبر إنشاء موقع إلكتروني خاص بي.
للبدء، يجب أن تهدف بالتأكيد لوضع تصميمٍ واضحٍ، وأن تقوم بمراجعة المحتوى الخاص بك عدة مراتٍ قبل النشر، لضمان خلوّه تماماً من الأخطاء. فعلى الرغم من رغبتك بلفت الانتباه، إلا أنّ هذا الأمر بجانبه السلبي يجب ألا يكون هدفك بالتأكيد، ولذلك يجب عليك تجنّب وضع صورٍ غير ضرورية أو ألوانٍ غير احترافية. فامتلاك موقعٍ إلكترونيٍ رائعٍ بتنسيقٍ واضحٍ ومحتوًى مفيد، سيساعدك على أن تكون أكثر ظهوراً على محرّكات البحث مثل “غوغل”.
وتذكّر… الموقع الإلكتروني الخاص بك هو مجرّد مكانٍ مثاليٍ لعرض جميع الخدمات التي تقدّمها، لإثبات الشهادات والمرجعيّات حول عملك. فامتلاك موقع على شبكة الإنترنت يمنح المترجِمين القدرة على تحديث خبراتهم العملية، أو تخصّصاتهم، أو مشاريعهم التي عملوا عليها مؤخراً، وهو أمر يتعلق بخلق “سيرةٍ ذاتيةٍ” على شبكة الإنترنت.
استخدم وسائل التواصل الاجتماعي
يُعدُّ الانخراط في وسائل التواصل الاجتماعي طريقةً رائعةً أخرى لتسويق نفسك. فلديك القدرة على التّواصل مع المترجِمين الآخرين، لكن الأهمّ من ذلك، هو التواصل مع العملاء. إن “فيسبوك” و”تويتر” و”لينكد إن” هي مساحات مفيدة للاستجابة أو التّفاعل مع العاملين في هذا المجال، كما أنها مكان للترويج لخدماتك.
إذا كنت قد كتبت مدوّنة، على سبيل المثال، فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تشكّل طريقةً فعّالةً للترويج لها. ويمكنك الاستفادة من ميزة “الوسوم” على “تويتر” لإظهار نفسك أو ميزة “المفضّلة” أو “إعادة التغريد” والرد على العملاء.
ضع ملفّ تعريفٍ عنك في أفضل المواقع
يُعدُّ وجود ملفٍ شخصيٍ في جميع المواقع المناسبة طريقةً رائعةً لنشر علامتك التجارية عبر الإنترنت. فالعديد من المترجِمين المستقلّين يستخدمون الشراكات المهنيّة وسجلات العناوين لهذا الغرض. ويمكن الاستفادة من بواباتٍ إلكترونيةٍ مثل Translators Café أو Proz، فهي أماكن رائعة لمثل هذا الأمر، لأنّ العملاء المحتَمَلين غالباً ما يقومون بنشر الإعلانات عن الوظائف عبر هذه المنصّات. فمن هذه الأماكن تأتي الفرص، ممّا يجعل من المهم جداً تحديث ملفّ التعريف الخاص بك، عبر وضع معلومات مهمّة من شأنها أن تُبرِزَك بين مجموعة من المترجِمين الذين يهدفون للقيام بما تقوم به أنت.
اقرأ أيضاً: أساسيات ضرورية للمترجم المستقل المبتدئ.
قم بالنشر على الإنترنت ومدوّناتٍ أخرى
يُعتبر نشر المحتوى والمقالات على الإنترنت طريقةً رائعةً للتفاعل مع الاختصاصيين اللّغويين الآخرين في جميع المجالات المرتبطة باللّغة. ويُعدَّ نشر العمل على الإنترنت طريقةً ممتازةً لتوسيع حضورك على الشبكة. وفضلاً عن التفاعل مع الأشخاص في ذات الاختصاص الذي تعمل فيه، فإنّ الحصول على منشوراتٍ تمنحك الاعتراف بمكانتك مفيدٌ في ارتفاع تصنيفك على محرِّك البحث “غوغل”، خاصةً حين تقوم بربط هذه المنشورات بموقعك الإلكتروني. وهذا الأمر سوف يسمح لك أيضاً أن تصبح خبيراً إلى حدٍّ ما في مجال عملك، وهي ميزةٌ إضافية.
استخدم لغةً صحيحةً في محتوى بريدك الإلكتروني
الطريقة الأكثر شيوعاً، والتي يستفيد عَبْرها المترجِم من فرص العمل، هي من خلال الاتصال بالعملاء وشركات الترجمة، ويبدأ ذلك كله من رسالة بالبريد الإلكتروني. يجب عليك ترويج خدماتك دون استطالة. فالعميل يرغب بمعرفة اللّغات التي يمكنك الترجمة إليها، ولغتك الأصليّة، ومستواك اللغوي، واختصاصاتك، وأيّة شراكاتٍ مهنيّة قد تكون متوفرة لديك. فأن تكون عضواً في هيئاتٍ عامةٍ هو أمرٌ مهمٌّ بالنسبة للعملاء والوكالات، وعليك ألا تنسى ذكر ذلك في ملفك.
من المهمّ جداً إبقاء محتوى رسائل البريد الإلكتروني قصيراً ولكن مناسباً ومؤثراً. فإذا كنت متخصّصاً في المجال القانوني، على سبيل المثال، فإنّ ذكر ذلك، أو أيّة شهاداتٍ وتجارب أخرى لديك، سيجعل بريدك الإلكتروني أكثر تأثيراً.
الخلاصة
كما ترى، فإنّ بناء سُمعةٍ طيّبةٍ على الإنترنت كمترجم مستقل أمرٌ لا يمكن القيام به بين ليلةٍ وضحاها، بل إنّه يتطلب مجهوداً لتحقيقه. فبناء سُمعتك تدريجياً، ومواصلة الجهود، يؤدّي إلى زيادة فرصك. وبفضل الإنترنت، أصبح التسويق لنفسك أكثر سهولةً وقابليةً للتحقيق، وبلا شك ستؤدّي الاستفادة من هذه الاستراتيجيات التسويقيّة إلى تحسين عملك كمترجم مستقل في هذا القطّاع المتنامي.