

ما الذي يميّز مترجماً عن آخر؟ وكيف تستطيع اختيار مترجم كفؤ من بين هذا العدد الهائل من المترجمين؟
ليست الترجمة مجرّد معرفة لغوية أو دقة في نقل المعنى والكلام، المترجمون الجيّدون حساسون جداً للمصطلحات التي يختارونها، ودقيقون في الجدول الزمني للمشروع، ويعرفون تمام المعرفة الجمهور المستهدف لكلّ ملف سيترجمونه.
وللتحديد أكثر وضعنا قائمة من خمسة عناصر تساعدك في اختيار مترجم كفؤ لمشروعك:
1- خدمة شخصية
تعد الترجمة الآلية والبرامج والتطبيقات المختصة بالترجمة حلولاً سريعةً، لكن هل هم مترجمون جيّدون؟ قد تستطيع الاعتماد على هذه الأدوات جزئياً، لكن ترجمة شاملة ودقيقة لملفك تلزم وجود إنسان يقدّم خدمته الشخصية، وهذه هي الخطوة الأولى في العثور على مترجم جيّد.
لا تتوقف الخدمة الشخصية على الاعتماد على مترجم بشري، إذ إنّها تشمل فهم هدفكم ومخاوفكم والشريحة التي تستهدفونها وهم على استعداد دائم للتجاوب معكم والإجابة على أي سؤال والتعامل السريع والمضمون مع أي طلب طارئ أو تعديل ضروري.
على المترجم الهدف أن يلبي جميع احتياجاتك بدءاً بالأسئلة اللغوية وصولاً إلى المسائل الإدارية عندما يتطلب الأمر ذلك.
2- المؤهلات اللغوية
إنّ الخبرة الواسعة في اللغة المصدر واللغة الهدف ضرورة واضحة لأي مترجم جيّد.
تتطلب بعض الوثائق القانونية أو الأوساط القضائية ترجمات معتمدة أو مترجمين فوريين، وهناك بعض المترجمين ممن هم معتمدون بلغات معيّنة، وهذا يعني أنّهم قد اجتازوا الاختبار التي تضعه الهيئات الناظمة في بلدانهم لجعلهم مترجمين محلفين.
تعرّف على مؤهلات اللغوية للمترجم الذي تنوي اعتماده قبل البدء في أي مشروع، وتأكد من قدرته على تلبية احتياجاتك.
3- الخبرة في الموضوع المطلوب ترجمته
يتعدى ما يقدّمه المترجمون الجيّدون المهارات اللغوية، إذ يجب عليهم في معظم الحالات أن يمتلكوا خبرة لا بأس فيها في موضوع المشروع المطلوب ترجمته ومستوى ثقافي عالٍ يتيح لهم فهم أسلوب ومفردات مجال عملك.
وأفضل الترجمات هي تلك التي تُظهر فهماً شاملاً للموضوع المطروح، ولذلك عليك اختيار مترجم لديه خبرة جيّدة في موضوع ملفك أو عملك، وخاصة إذا تطلّب الدقة التامة كالمواضيع التقنية أو القانونية أو الطبية، وهكذا يتخصص المترجمون الجيّدون في مجال معيّن أو عدّة مجالات وقد يمتلك بعضهم خلفيات مزدوجة كأن يتخصصوا في مجالين متباعدين، لكن التخصص ضروري لتجنب أي خلل أو مشاكل قد تطرأ عن الترجمة، وفي حال عدم التخصص سيكون هناك فرق كبير سيلاحظه عملاؤك أو القراء المهتمون بالموضوع.
4– مهارات الكتابة
يجب أن تكون الترجمة واضحة ومختصرة مثل الأصل، وأن تبزّها إن أمكن! ولهذا لا يتوقف عمل المترجمين الأكفاء على فهم النص ونقله إلى اللغة الهدف، إنما يستخدمون أفضل الطرق لتقديم كلماتهم وصياغتها بأسلوب سلس شيّق يزيد من اهتمام القارئ ويحيطه بالموضوع دون الحاجة إلى إعادة قراءة الفقرة حتى لو كانت فكرتها معقدة وشائكة.
ولا ينبغي أن نهمل خلو الترجمة من أي خطأ إملائي أو نحوي، فالدقة الإملائية والنحوية مطلوبة من المترجم، وقد تُفضّل أن ترسل الترجمة فور استلامها إلى مدقق لغوي إن كان موضوعك لا يسمح بأخطاء من هذا النوع، وقد تفضّل الاعتماد على مكاتب أو شركات تعتمد فريقاً متكاملاً مكوّناً من مترجمين ومحررين ومدققين، ويفترض أن تكون الترجمة النهائية الصادرة عن مثل هذه الشركات دقيقة بشكل مضاعف، وانسيابية وواضحة، لكن هذا لا يعني أن تضع كامل ثقتك بهذا النوع من الشركات لأنّ الكثير منها تجاري في المقام الأوّل، ربما سيكون من الأفضل أن تطلب ترجمة عينة، وخاصة وأنّ أجور الترجمة في هذه الشركات مرتفعة مقارنة بالمترجمين المستقلين.
5- الاحترافية التامة
الاحترافية والموثوقية هي المعيار الأعلى لأفضل المترجمين بغض النظر عن بقية المعايير.
سينهي المترجم الكفؤ عمله بمنتج عالي المستوى، دقيق وانسيابي، دون أن يمسّ بجدول مواعيد التسليم أو متطلبات العمل أو الأمور المتعلقة بميزانية الترجمة التي وضعها العميل؛ تتطلب بعض المشاريع الاستعجال أو الانتهاء منها في نفس اليوم وهذا ما يستدعي اختيار مترجم يتمتع بالسرعة المطلوبة في إنهاء العمل.
الالتزام بالوقت المحدد والمبلغ المتفق عليه هو العنصر النهائي للرضا عن الترجمة، ولا شكّ أنّ المترجم الذي يتمتع بما سبق سيساعدك في الحصول على النتائج التي تتوقعها، لذلك لا تتسرع لدى اختيارك مترجماً ولا تنحاز إلى من يطلب أجراً أقل أو أعلى، خذ وقتك وتأكد من صحة اختيارك.